الحنطة، تونس: اليأس والهجرة: قصة محمد لافي وعائلته المفجعة
في "الهنشا" في تونس، اختفاء "محمد لافي" في البحر يزيد من اليأس في المجتمع حيث يسعى العديد من الشباب إلى حياة أفضل في أوروبا.
غادر محمد، وهو سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 30 عاماً، منزله دون أن يودع أو يحزم أشيائه، وانضم إلى 39 تونسي آخرين على متن قارب. بينهم امرأة وطفلها ذو الأربعة أشهر في عام 2023، توفي أكثر من 1300 مهاجر أو فقدوا بالقرب من الساحل التونسي بسبب ظروف البحر الخطرة. كان التونسيون من بين أكبر مجموعات المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إيطاليا، حيث تم تسجيل 17،304 تونسيًا و 18،204 غينيًا. قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات مالية لتونس للمساعدة في الحد من مغادرة المهاجرين، حيث كان اقتصاد البلاد راكدا مع نمو بنسبة 0.4% وارتفاع معدل البطالة حوالي 40%. نشأت توترات سياسية أيضًا بعد استيلاء الرئيس كايس سعيد على السلطة في يوليو 2021. أعلنت منظمة حقوق الإنسان التونسية FTDES أن المفقودين من الحنشا، والذين ينتمون في المقام الأول إلى الطبقة المتوسطة، لديهم نظرة متشائمة للمستقبل. روماهان بن عامور، المتحدث باسم المنظمة، أوضح أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية ليست هي الأسباب الوحيدة للهجرة غير الشرعية. كما أن عدم الاستقرار السياسي واليأس بين التونسيين الذين يشككون في مستقبل البلاد يسهمان أيضاً بشكل كبير. محمد جلوول، تاجر سمك، شارك ابنه محمد رغبته في الهجرة من أجل مستقبل أفضل. على الرغم من التماساته لمحمد بان ينتظر طقس أفضل، غادر الشاب البالغ من العمر 17 عاماً، عازماً على القيام بالرحلة الخطرة. محمد لافي، شقيق محمد، أوضح أنه مع دخل يومي قدره 20 دينار (6 دولارات) فقط، لم يكن لدى محمد الكثير من الآفاق لمستقبل مستقر. مهاجر يبلغ من العمر 22 عاماً يدعى يوسري هنشي ترك المدرسة الثانوية وبدأ يحصل على دخل منخفض في مقهى إنترنت. وأوضح عمه محمد هنشي أن يوسف وغيره من الشباب المحبطين تأثروا بتجارب المهاجرين الناجحين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين ينظرون إلى أوروبا على أنها جنة. حثّه والده، جلوول، على التدريب المهني والهجرة بشكل قانوني، لكنه غادر دون مهارات أو مؤهلات. يظل (جالول) يأمل أن يكون القارب الذي ركب فيه (محمد) قد وصل إلى ليبيا المجاورة، لكن البحث لم يُظهر أي أدلة. أب حزين يندب اختفاء ابنه، الذي كان جزءا من مجموعة تحاول العبور بشكل غير قانوني من تونس إلى إيطاليا. تم تسهيل المجموعة من قبل مهرب محلي، الذي أغضب عائلات المفقودين. إنهم يحثون السلطات التونسية على تحسين الظروف الاقتصادية والتعليم والأنشطة الثقافية في الحنشا لمنع المزيد من الشباب من محاولة العبور الخطير. رئيس بلدية المدينة، هنشي، يوافق ويؤكد على الحاجة إلى توسيع المنطقة الصناعية وخلق فرص عمل.
Translation:
Translated by AI
Newsletter
Related Articles